بسم الله الرحمن الرحيم
هل نسي الكثير منا كيف تكون الصباحات؟ هل تغاضوا عن ساعات الصباح الأولى، هل أصبح الصباح مجرد وقت ثقيل جداً في اليوم والعيش فيه أمرٌ غير مرغوب فيه إطلاقا. في ظل موجة جديدة للاعتراف بجمال السهر وروعته وأنه جزء لا يتجزأ من حياتنا.
يقول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا {النبأ/9} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا {النبأ/10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا {النبأ/11})، النظام الإلهي الرباني الذي خلق الجسم على أساسه هو أن تكتمل صحة الإنسان بهذا البرنامج. ولكن، هذا ليسَ كل ما في الأمر، فبالإضافة للصحة التي تحصل للجسم خلال نومه في الليل واستيقاظه في النهار، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن مجرد الاستيقاظ في الصباح والقيام بالأعمال خلاله .. بركة!
عَن صَخرٍ الغَامِدِي رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ:"اللهُم بَارِك لِأُمتِي فِي بُكُورِهَا".)بكورها) أَي أَولَ نَهَارِهَا.
فوائد الاستيقاظ في الصباح
1.البركة التي تحل صباحاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا بذلك، وكلنا نعلم أن دعاءهُ صلى الله عليه وسلم مُستجابٌ. فقضاء الحاجيات، وإكمال العمل، وإتمامه كل ذلك مطروحٌ فيه البركة.
2.إدراك صلاة الفجر، ففي إدراك صلاة الفجر في جماعة تحصين لأنفسنا من مخاطر كثيرة. فكما في الحديث الشريف: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله» (4) ومعنى في ذمة الله أي «ضمان «أو «أمان «من الله تعالى. ]
3. تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها , فإن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له : قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق.
وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر , وذلك لأنه وقت طلب الرزق والسعي فيه شرعا وعرفا عند العقلاء .
وفي غريب أبي عبيد قال : وفي حديث عمر رضي الله عنه { إياك ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة } قال : ومعنى مبخرة تزيد في البخار وتغلظه .ومجفرة قاطعة للنكاح .ومجعرة ميبسة للطبيعة.
4.أثبتت إحدى الدراسات أن الاستيقاظ مبكرا يستدعي الهمة والنشاط. يقول د. زهير رابح في معرض كتابه «الاستشفاء بالصلاة «إن «الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين الساعة السادسة والتاسعة صباحا». ويضيف أن الجو في هذا الوقت تحديدا يشهد «أعلى نسبة لغاز الأوزون ... ولهذا الغاز الصباحي العجيب تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية». وربما هو سبب كافٍ لترك لذة السرير والاستمتاع ببداية يوم مليء بالحيوية والنشاط.
5.امتلاء الهواء بالأوكسجين الذي هو العنصر الأساسي لحياة الإنسان واستمراريته في هذهِ الدنيا، فاستنشاقه بكميات كبيرة صباحاً كفيلة بتزويدك بالطاقة والصحة.